لماذا تكرهون الدين؟

الدين مبني على الايمان وتعريف الايمان هو: التصديق بشئ بدون وجود ادلة كافية او حتى برغم وجود ادلة نافية.

المعرفة تلغي مايسمى بالايمان .. انت تعرف , اذن انت لاتؤمن وتخطيت تلك المرحلة. انا اؤمن ان جاري انتقل من البيت واخذ البيت شخص اخر بينما كنت مسافرا. وعندما اعود وارى الجار الجديد فإنني اعرف وتخطيت مرحلة الايمان. وعندما ارى جاري القديم فإن ايماني كان خاطئا ايضا والان وصلت للمعرفة بأن جاري لم يتغير.

وبذلك فالايمان يعني مجرد تصديق فكرة. وتلك الفكرة تحتمل الخطأ, الخدعة هنا ان لابرهان يثبتها او ينفيها ولدينا الاحتمالات التي بدورها تستدعي ان يكون موضوع الايمان قابلا للنقاش والنفي والخ...

الدين ايمان ازلي وابدي والمعرفة فيه مستحيلة. لاادلة على الله او صدق الانبياء(او حتى وجود معظمهم تاريخيا الا كتب يشك بمصداقيتها).

والسؤال البرئ يأتي هنا؟ لماذا تكرهون الدين.

لان الدين في تعاليمه يقتضي الايتركنا المتدينون في حالنا ياصاح.

يفرض علينا ان نحترم صيامهم ولاناكل امامهم او لانعمل ايام السبت. او نحترم تغيبهم عن العمل في وقت الصلاة او قطع الاعضاء التناسلية للمولودين الجدد الخ. والاكثر من ذلك فإن مجرد النقاش في الدين والتشكيك فيه (مهما كان امينا) يثير الامة كلها. والنفي يعني السيف يجز الرقبة. كان ذلك في المسيحية سابقا والغي ولايزال يطبق في الاسلام وسيلغى ايضا.

بالمقابل علينا ان نستمع لصياحهم على مكبرات الصوت كل صباح داعين بعضهم للصلاة بكل قلة ذوق ونسكت حتى لو كنا مرضى في المستشفيات وبحاجة للراحة والهدوء . ونقبل ان يكون قانون الدولة فيه تحيز للرجل بالميراث والشهادة. ونقبل ان يتكلم مفتي الارضاع في كافة المواضيع الاقتصادية والعلمية والاجتماعية ويعطي رأي الله بها.

من كان المخطئ في نظر البابا بعد الاحداث التي نتجت عن الكارتون الدانماركي؟ ليس من خرب السفارات واحرقها بل من رسم الكارتون. عندما يتدخل الدين في كل شاردة وواردة في حياة الانسان فإنه يصبح كأي ديكتاتورية حاكمة.

ويمكنك الخلاص من الديكتاتورية بالموت, ولكن في الدين فإن الموت هو بداية الرعب لان الديكتاتورية الدينية تعرف بكل جرائمك وخصوصا جرائم الفكر التي لم تفصح عنها .

وبالمقابل على غير المتدينين تقبل ذلك لاسبابب مجهولة. نقاش رجال الدين يعتبر على الاقل قلة حياء. كيف تسمح لنفسك سؤال رجل كبير في السن ان كان يؤمن بالمعجزات مثل حمل العذراء او طيور الابابيل؟ هذه قلة ادب . لماذا؟ لانه لو اجاب ب لا فإنه يكفر وان اجاب ب نعم فإنه سيكذب ويبدو غبيا في نظر المتعلمين. ولذلك لاتسأل ولا تجادل في الدين.. هل هذا سبب كاف للاحتقار ؟ او الكره ؟ او سمه ماشئت.

لنرفع الدين من العبارات السابقة ونضع مكانها اي نظام انساني (الشيوعية مثلا) فيصبح المقال مما يطنطن به المتدينون.

يوما ما ستلغى فكرة الله ويوضع له نصب تذكاري كما الحال مع زيوس وغيره المئات من الالهه التي اصبحت عبارة عن تاريخ نتسلى به في عصرنا.املي فقط ان لايكون سبب ازالة الله هو نشوء اله جديد ودين جديد. بل تطور التفكير المنطقي للبشر او من يحل محلهم بناء على تطورات الداروينية.