Ideas through time

Saturday, July 12, 2008

الايمان علميا ودينيا

كيف يمكن لانسان يعترف بأنه لايعرف معنى قانون النسبية ان يعلم الاخرين ما يعنيه ذلك القانون؟الكثيرون يؤمنون بقانون النسبية لأينشتاين ولكن هل يكفي ايمانك بذلك القانون لتكون مدرسا في كلية الفيزياء الكونية الحديثة؟
لايزال الداروينيون مختلفون على السلالات في معظم الاحياء.
هل الطيور من الديناصورات؟ هل هناك قرابة بين الدب والذئب تسبق قرابة الدب والثعلب والخ..
جميعهم متفقون على الايمان بموضوع التطور ولهم وجهات نظر مختلفة في التفاصيل.
هنا الامر مختلف بشكل ما وكل منهم له ادلة تدعم وجهة نظره وكل اكتشاف جديد يرجح الكفة لصالح فئة من العاملين بالبيولوجيا التطورية الخ..
الموضوع نفسه ينطبق على الايمان بأي نظرية مهما كان نوعها.. بالمختصر الوقائع تتغير بظهور ادلة جديدة.. .
ومن جهة اخرى فعلماء الدين والتاريخ الديني يبحثون في صحة التأريخ لما حصل في الفترات التي تتكلم عنها الكتب المقدسة والاحاديث والادلة عن الاحداث التاريخية والدينية كسفينة نوح وعبور سيناء وصادوم وعامورة والافكار والادلة تتضارب مع بعضها وهذا طبيعي كما هو الوضع في اي نظرية علمية كانت او تاريخية.
هذا اذا لم نعتبر الحوادث المستحيلة الحصول علميا والمسماة معجزات مثل شق القمر, وحمل العذراء وطيور الابابيل الخ
ولكن هناك فرق جوهري بالايمان عندما يتعلق الامر بالدين..
لن يؤثر موضوع القرابات للسلالات الحية على مجرى حياتنا وخلاف علماء الطبيعة ليس ملزما لنا بتصديق او عمل اي شئ بناء على الايمان الجديد. وما نعرفه الان على كافة الاحوال يتغير بظهور ادلة جديدة قد تؤيد وقد تنفي ما سبق.. الخ.
ولكن في حالة الدين وقبل ان نهب حياتنا بكاملها لشئ لايزال قيد البحث.
الاتعتقدون انه ربما علينا معرفة الحقيقة الكاملة اولا؟ البحث في امور الدين استهلك حياة الكثيرين ولم يصلوا لنتائج مؤكدة ولاتزال الخلافات جارية ولانعلم الحقيقة ومن نصدق حتى في اهم الامور.
فمثلا لدينا الكثير من الاحاديث النبوية وليس لدينا اي خطبة جمعة للنبي مع انه من المؤكد ان من سمع خطب الجمعة كانوا اكثر عددا بما لايقاس من الذين سمعوا الاحاديث. وطبعا من بينهم رواة الحديث جميعهم كونهم كانوا معاصرين للنبي.
عند السؤال عن ذلك نجد الاجابة الغير شافية (الله اعلم).. . هل هذا كاف؟
وليس من المنطق العملي ان ينشغل الجميع بدراسة الدين في اي مجتمع كما في حالة اي علم اخر, ولكن الباحثون الدينيون يطلبون من الاخرين التصديق والايمان بكل ما (ليسوا متاكدين منه هم انفسهم) وبشكل مطلق .
هل هذا من المنطق؟
إن خلافات المذاهب والطوائف اكثر من ان نغض الطرف عنها. وغير المتخصصين بالموضوع لايعرفون من هو على حق ولهم العذر لكونهم مترددين فيما يعتقدون انه الصواب, ببساطة لان البحث لم ينته بعد وذلك بإعتراف الباحثين انفسهم وظهور نظريات جديد كل فترة وفترة تلغي النظريات القديمة او تعدلها.
الجميع متفقون على وجود الاله ومختلفون في كيفية ارضائه.
هل بالتصليب على الوجه والصدر وعدم اكل منتجات الحيوان ام بالركوع والسجود والامتناع عن الطعام حتى المغرب ام بعدم العمل يوم السبت.
هل يرضى الاله بالبرقع اكثر من سعادته بالحجاب ؟
هل يراقب كيفية لفظ الضاد خلال قراءة القران ليتاكد من انها تلفظ بشكل صحيح في كلمة الضالين؟
ولاتزال الخلافات مستمرة لقرون على عدد اللفات حول الكعبة وقت الحج .والنقاشات مستمرة والابحاث لاتزال جارية حول الطريقة المثلى التي يمكن بها ارضاء الخالق.
ما يعجب له الانسان هو فخر الباحثين بالاديان بعدم معرفتهم بالامور. وكلمتهم الشائعة (الله اعلم) التي تعتبر من الامور الحتمية التي يجب عليهم قولها . ومع ذلك يطلبون من الاخرين بكل تواضع اتباع ارائهم (التي هي في الحقيقة اراء الله... طبعا والله اعلم) . وهكذا.
لماذا اذن نسمح لمن يعترف بجهله لاهم شئ في حياته ان يلقننا ما يجهل.؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home