حدود لايجب تخطيها

هل يمكن ان نحصل على بعض الهدوء هنا؟

البعض يطالب ب"حدود" لايجب تخطيها في نقد المقدسات. ماهي هذا الحدود؟

ولماذا يجب ان يكون هناك حدود للنقد او اي اي شئ اخر عندما يتعلق الامر بالدين.

المدهش هو ان البعض من غير المؤمنين يعتقد انه يجب الحفاظ فعلا على تلك الحدود.

ولكن كيف نحافظ على الحدود ونحن لانعرف ما هي؟ فهي تختلف من متدين لاخر. لااقول فقط من مجموعة لاخرى بل من شخص لاخر.

الشيعة يسمحون ويحضون على سب الصحابة مثلا وعائشة مثلا. فهل هذا مسموح بالنسبة لمن يعتقد بأنهم السلف الصالح؟

السنة يعتبرون زواج المتعة دعارة . والشيعة يعتبرونه شرعيا ويدعمونه بحديث (الثلاث ليال) في البخاري الخ... فإين هي تلك الحدود؟ الحدود بالتعريف هنا: هي ما يعتقد المؤمن بأنها الحدود التي لايجب تخطيها.

لايمكن مثلا اعتبار زواج محمد من عائشة على انه خطأ. لانها كانت بالغة في التاسعة. مع العلم انها كانت تعلب بدميتها.

لايمكن اعتبار قتل بني قريظة (ومنهم من كان ربما في التاسعة واعتبر بالغا بنفس الادعاء اعلاه). بأنه خطأ لانهم كانوا ممن تأمروا على المسلمين (هؤلاء لم يكن لديهم دمى يلعبون بها بل اشتركوا بالمؤامرة في سنهم المبكر).

لايمكن اعتبار الادعاء بالمعراج وطيور الابابيل وشق القمر إلا كونها وقائع حدثت مئة بالمئة رغم استحالتها علميا.

لماذا نستطيع النقاش في اي شئ بحرية .. فريق رياضي افضل من فريق اخر, ماكنتوش افضل من ويندوز, حزب الاحرار افضل من الحزب الاجتماعي .. ستالين اسؤا من هيتلر .. وووووو وفي كل امر اخر. ونظل نتجادل ونتجادل حول تلك الامور بدون اي اعتبارات للشيوعيين وانصار ميكروسوفت او ابل او اي شئ اخر.

وعندما يقول احد بان زواج محمد من ابنة التسع سنوات كان من افضل عطايا الله لتلك الفتاة يجب ان نقول: بدون شك.

وعندما يسمع احد منا بأن شخصا قد ضرب والقي في السجن وتعرض لكل انواع الاتهامات لانه دخن سيجارة. ربما نسمي ذلك ظلما . فتدخين سيجارة لايقتضي بالزج بالمدخن بالسجن وربما تحدث مظاهرات تندد بالفعل بتلك المعاملة.ولكن يجب على الجميع ان يصمت وببساطة لان المدخن قد "اقترف جريمة" التدخين في رمضان.

بإختصار. يجب على الجميع ان يحترم الشعور الديني (ولا يجب ان يفرض هذا الاحترام على اي شعور اخر). وفي نفس الوقت يستطيع المتدين ان يفعل اي شئ تحت غطاء الدين مهما كان الموضوع منافيا للحرية الفردية والمنطق العام. ببساطة لانه .... ايمان ....

ويبدو وكأن المتدينون فعلا يحصلون على ما يريدون من الاحترام غير المستحق وذلك على نطاق الدول وقوانينها وليس فقط على التصرفات الفردية.

مع ذلك لايكفي .. لان السماح بتخطي اي حدود يمكن ان يؤدي لاكثر من ذلك.السبب الرئيسي لتلك الادعاءات هوهشاشة الفكرة الدينية بحد ذاتها. وعندما لايمكن الدفاع عنها بقطع الرؤوس كما هو الحال هنا .. فإن الطريقة الوحيدة المتبقية هن الادعاء بأهمية احترام المقدسات.

ولماذا هي مقدسات؟ لانها مقدسات.

لااستطيع تصديق ان قطعة ارض او بناء حجري له من القدسية اكثر من اي قطعة ارض اخرى او بناء اخر.لااستطيع تصديق وجود شخص على علم بأمور اتت من مصدر لااصدق بوجوده.بالنسبة لي هي امور لاتتعدي مصداقيتها مصداقية وجود الفيل الوردي وبابا نويل وعلاء الدين والمصباح السحري .

فهل لاحد ان يعتب علي اذا قللت من احترامي لها جميعا بنفس الدرجة؟

هل اتخطى حدودي هنا؟